طرقات رديئة لا يمكن ان ينطبق عليها اسم طريق، منحدرات ومنعرجات جبلية خطيرة جدا وغير محمية، ولا تتوفر فيها علامات المرور لتنبه السائق الى مخاطر تنتظره ويمكن ان تهدد حياته، أرواح تزهق يوميا، ونكتفي بالتدخل لجمع الاشلاء دون أي إجراء وقائي ناجع، تمر الايام وتتكرر نفس الكوارث ولكن ضمائر المسؤولين لا تتحرك… ذلك هو الواقع اليومي لأغلب الطرقات الجهوية وحتى الوطنية في المناطق الداخلية… ولن تقف المأساة عند كارثة عمدون، فقد سبقتها كارثة خمودة في القصرين وغيرها ولم يتغير شيء، ومازال عداد الموتى يدور ومع ذلك يكتفي المسؤولون بالوقوف على سفوح الجبال والمنعرجات لعد ضحايا جدد… فمتى ينتهي نزيف الارواح على طرقاتنا؟
جندوبة «الشروق»:
تفيد اخر احصائية ان عدد ضحايا حوادث المرور بجندوبة يقدر بـ878 قتيلا و2564 جريحا 45 % منها جدت بالطريق الوطنية 17 الرابطة بين جندوبة وطبرقة عبر فرنانة وعين دراهم و17 % بالطريق الوطنية 6 بين جندوبة والعاصمة انطلاقا من غارالدماء مرورا بوادي مليز وبوسالم، و12 % منها بالطريق الوطنية ,13 % بين عين دراهم وعمدون و٪25 بطريق السبعة مشايخ الرابطة بين بوسالم وبلطة بوعوان وعين دراهم والتي تمر بمنطقة عين السنوسي التي شهدت كارثة حادث يوم الاحد، واجماليا فان 83 في المائة من الحوادث وقعت في الطرقات الجبلية .
اما المعضلة الكبرى التي تعاني منها أغلب هذه الطرقات الجبلية الوعرة هي انتشار الانزلاقات الأرضية وخاصة بالطريق الوطنية عدد 17 حيث وصلت كلفة صيانة هذه الانزلاقات منذ 2012 والى حدود سنة 2018 ما يناهز 106 مليون دينار, ومع ذلك مازالت الانزلاقات تظهر مع كل موسم شتاء وأصبحت تهدد مستعملي الطرقات والمساكن القريبة منها ,و هنا نشير الى ظهور 3 انزلاقات أرضية بالطريق الوطنية 17 على مستوى عين بومرشان وببوش و سيدي محمد والتي تتطلب صيانتها سنة من الأشغال وكلفة تصل الى 7 مليون دينار وهي انزلاقات أرضية كانت سببا في وضع المنعرج الجديد لذات الطريق الرابط بين سد الوادي الكبير ومدينة طبرقة عبر جاب الله خارج الخدمة.
عبد الكريم السلطاني