في أول ظهور رسمي له على القناة الوطنية الأولى بعد فوزه في الدور من الانتخابات الرئاسية استشهد قيس سعيد بوعود أبو المسك كافور الإخشيدي للشاعر ابو الطيب المتنبي و منذ ذلك الوقت تداول التونسيون اسم الاخشيدي على مواقع التواصل الاجتماعي بتندر و سخرية.
و في السطور التالية سنتعرف على قصة الاخشيدي و وعوده للمتنبي : ابو مسك كافور الاخشيدي : أبو المسك كافور الإخشيدي لقبه الليثي السوري (292 – 357 هـ / 905 – 968 م) كان من رقيق الحبشة وأصبح رابع حكام الدولة الإخشيدية في مصر والشام، كان الحاكم الفعلي لمصر منذ 946 بعد وفاة محمد بن طغج وأصبح كافور سنة 966 م واليا على مصر حيث حكمها ثم توسع إلى بلاد الشام دام حكمه لمدة 23 عاما وهو صاحب الفضل في بقاء الدولة الإخشيدية في مصر. اشتراه في عام 923 محمد بن طغج مؤسس الأسرة الإخشيدية كأحد الرقيق من الحبشة، وكان مخصي وأسود اللون، ولم يكن كافور على سواده وسيماً بل كان دميماً قبيح الشكل مثقوب الشفة السفلى مشوه القدمين بطيئاً ثقيل القدم، فوقع في يد أحد تجار الزيوت فسخره في شؤون شتى. وقاسى كافور الأمرين ولقي الكثير من العنت من سيده.
حتى إذا خرج من تحت قبضة سيده ووقع في يد محمود بن وهب بن عباس الكاتب، فعرف كافور السبيل نحو القراءة والكتابة فنفض يديه متاعب المعصرة وأدران الزيت فالسيد الجديد ابن عباس الكاتب هذا كان موصولاً بمحمد بن طغج ويعرفه منذ كان قائداً من قادة تكين أمير مصر وقتها وقبل أن يصبح ابن طغج على حكم مصر. حمل كافور هدية من مولاه إلى ابن طغج، عينه الإخشيد كمشرف على التعاليم الأميرية لأبنائه، ورشحه كضابط في الجيش. كان يفضل البقاء والإخلاص لسيده ليس طمعا في إرثه أو هداياه كما فعل بقية الناس ، وعندما انتبه سيده لذكائه وموهبته وإخلاصه جعله حرا وأطلق سراحه. أرسل كافور كقائد عسكري في عام 945 لسوريا، كما أرسل ليقود حملات أخرى في الحجاز، كما أن له خلفية بالترتيبات والشؤون الدبلوماسية بين الخليفة في بغداد والأمراء الإخشيديين. أصبح الحاكم الفعلي لمصر منذ 946 بعد وفاة محمد بن طغج (كوصي على العرش) وتوفي في القاهرة كما أنه دفن في القدس. بالرغم من أن المؤرخين وصفوه بأنه حاكم عادل ومعتدل، إلا أن شهرته ارتبطت بالقصائد الساخرة الموجهة ضده من قبل المتنبي الشاعر الأكثر شهرة عربيا.
قصة المتنبي مع كافور الإخشيدي : كان المتنبي أحد أشهر شعراء العرب ، وهو أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي أبو الطيب الكندي ، وقد ولد في الكوفة عام 915 م ، وقد لازم المتنبي سيف الدولة الحمداني في حلب سنوات طويلة ، وكان سيف الدولة يغدق عليه العطاء كما كتب المتنبي في سيف الدولة عدد من أفضل قصائده في المدح وفي أحد الأيام وقع خلاف بين المتنبي وشاعر أخر يدعى ابن خلويه أثناء تواجدهما في مجلس سيف الدولة ، فقام ابن خلويه وضرب المتنبي في وجهه بمفتاح كان يمسكه في يده فشق وجهه ، ولم يتدخل سيف الدولة للدفاع عن المتنبي فشعر بالغضب وخرج من مجلس سيف الدولة واتجه نحو دمشق وظل هناك حتى وصلته دعوة من كافور الإخشيدي حاكم مصر وأجزاء من الشام في ذلك .
قرر المتنبي أن يرحل إلى مصر، وكان الإخشيدي وهو من حكام الدولة الإخشيدية في مصر والشام أسود اللون مشقوق الشفة والقدمين لأنه كان من الحبشة وقد عانى كثيرًا من الرق ، ولكنه كان قد تعلم القراءة والكتابة وارتقى من مرتبة العبد حتى استطاع أن يصبح حاكم الدولة الإخشيدية ، واشتهر كافور بحبه للأدب فكان يقرب الشعراء وأيضًا رجال الدين إليه ويجزل لهم العطايا . الاخشيدي اكتسب شعبية بين العلماء والأدباء ويجد راحته مع العلماء والشعراء. وكان يحيط نفسه برجال الدين وأكرمهم بالكثير من الهدايا. وعرف برعاية المهرجانات وقام المتنبي بمدحه بالفعل قام كافور بإجزال العطاء لأبو الطيب المتنبي ليس لأنه مدحه فقط ولكن لأن كافور كان يعلم أطماع المتنبي ويعلم أنه نابغة شعراء عصره وأنه يمكن أن يهجوه كما فعل مع سيف الدولة الحمداني من قبل ، ولكن المتنبي كان يطمع في أكثر من ذلك ، فلما لم يحصل على ما تمناه قرر أن يغادر مصر وقام بكتابة قصيدة في الاخشيدي حيث سخر منه وهجاه و من أشهر الابيات :”” لا تشتر العبد إلا والعصا معه إن العبيد لأنجاس مناكيد””