سنغافورة.. من الأكثر فساداً إلى”المدينة الفاضلة”..
كم من الوقت يلزمُ بلدًا من البلدان كي يثب من براثن التخلف إلى مصاف الدول المتقدمة؟ يتكرر هذا السؤال على نحو مطرد في دولنا، حيثُ يعقد الناس آمالا على تغير أوضاعهم، ويصبون بحسرة إلى تدارك تخلفهم في الاقتصاد والتعليم والصحة. ولعل جمهورية سنغافورة، التي لا تثير كثيرا من الضجيج على المستوى الدولي، تقدم أجوبة حبلى بالعبر عن هذا السؤال الجدلي؛ فهذه الدولة الصغيرة الرابضة في جنوب شرق آسيا حققت نقلة كبرى في غضون عقود فقط، وأضحت اليوم نموذجا رائدا يحتذى به في البيئة والشفافية والتقدم.
انشأت مكتب تحقيقات لمتابعة الممارسات التى قد يشوبها الفساد
أصبحت سنغافورة رابع أهم مركز مالي في العالم
مرفأ سنغافورة الخامس في العالم من ناحية النشاط
تقع على جزيرة في جنوب شرقي آسيا، عند الطرف الجنوبي من شبه جزيرة ملايو،
ويفصلها عن ماليزيا مضيق جوهور وعن جزر رياو الاندونيسية مضيق سنغافورة
الفساد”ينخر” بالمؤسسات
لسنغافورة تاريخ حافل بالفساد فقد عانت خلال فترة الستينيات من انتشار
الفساد في مؤسسات الدولة، إلى جانب انتشار الفقر والمرض والجهل وعمليات
الاغتصاب، واستخدام “الدعارة بشكل موسع” ووصل الأمر إلى درجة أن مناصب
الدولة كانت تباع لمن يدفع أكثر، وحدثت حالة من اليأس والإحباط بين
المواطنين، بعد أن فقدوا الأمل في عملية اصلاح للبلاد.
كيف قضت سنغافورة على الفساد
اتخذت سنغافورة عدة اجراءات للقضاء على الفساد ففي عام 1952 أنشأت
سنغافورة مكتب تحقيقات لمتابعة الممارسات التي قد يشوبها الفساد، كما أسست
لجنة لمحاربة الفساد في أجهزة الدولة وقامت بتغليظ العقوبات إلى درجة أنها
وصلت إلى عقوبات إعدام، واستخدمت وسيلة الإشهار بالفاسدين حتى يكونوا
منبوذين مجتمعيا.
بعد سنوات من محاربة الفساد حصلت سنغافورة على
الترتيب السابع في مؤشرات الفساد على مستوى العالم لتكون بذلك الأقل فسادا
في آسيا بنسبة 84% متقدمة على عدد من الدول الأوروبية والولايات المتحدة
الأمريكية وبريطانيا.
المدينة الفاضلة
أصبحت سنغافورة رابع أهم
مركز مالي في العالم تلعب دورا مهما في الاقتصاد العالمي، ويعد مرفأ
سنغافورة خامس مرفأ في العالم من ناحية النشاط، وتحولت إلي مجتمع مزدهر
متطور يوفر أفضل الخدمات لمواطنيه، ونقلت الدولة الفقيرة العديمة الموارد
إلي احد أهم عواصم التجارة والمال.
بعد أن كانت تعتبر من أكثر الدول
فسادا، أصبحت سنغافورة خلال الثلاثين سنة الأخيرة أقل الدول فسادا في آسيا
ومن بين اقل الدول فسادا على مستوى العالم وفق معايير منظمة الشفافية
العالمية.