تحولت حقول الخضروات بالمناطق السقوية سوق السبت والعيثة وبوهرتمة 5 بولاية جندوبة إلى مراع للحيوانات بسبب غياب مسالك للتوزيع ولترويج المنتوج وتواضع أسعار البيع لدى الفلاح ،بينما تشهد اسعارها في الاسواق ارتفاعا جنونيا…فمن المسؤول وما هي الحلول؟
جندوبة «الشروق»:
فقد أتلفت اكثر من 300 هكتار من حقول اللفت والجزر واللوبيا والخضروات الورقية والبصل وتحولت إلى مراع للاغنام والأبقار في مشهد مفزع يضع الفلاح من جديد بين مطرقة الخسارة وسندان نقمة فائض الإنتاج.
الفلاح حسن العبيدي وهو من المتضررين قال :ان حجم الضرر كان كبيرا فرغم عودتنا للنشاط بعد اضرار البرد والامراض الفطرية التي أصابت حقول البطاطا في المدة الأخيرة هاهو الإنتاج الذي تم إنقاذه بكثير من التعب والصبر لا نجد له مسالك توزيع فنضطر لتحويل حقولنا الحبلى باللفت والجزر والبصل واللوبية الحمراء إلى مراع للحيوانات …اليوم غابت مسالك التوزيع واقترحت علينا في أفضل الحالات أسعارا مضحكة مبكية في الآن نفسه, فاللفت والجزر والبصل بـ200 مليم الكغ واللوبيا بدينارواحد , سعر اقترح على الفلاح المنتج في الوقت الذي يكون سعرها بسوق المستهلك دينارا لكغ البصل او اللفت او الجزر و2500 مي للوبيا, وتساءل اليس هذا الظلم والقهر بعينه نحن نتكبد التعب والتضحية والمصاريف الطائلة جراء ارتفاع كلفة الإنتاج ولا ننال غير المليمات ويستبيح الجميع خسارتنا ومن لا يتعب ويشقى ينال ربحا وفيرا .
غياب الدولة…
عادل الغربي أكد هو الآخر انه تضرر جراء غياب مسالك التوزيع ولا حياة لمن تنادي للوزارة وللدولة التي تركت مرة أخرى الفلاح يواجه مصيره بنفسه ويتكبد الخسارة بما يقيم الدليل مرة أخرى بأن الإنتاج عندنا في جندوبة تحول من نعمة إلى نقمة والفلاحة بلا مستقبل ,و الفلاح الذي يؤمن الغذاء يجوع وهو الحلقة الاضعف وهنا اتساءل لصالح من يقع تهميش الفلاح واجباره على اتلاف منتوجه …في حين تشهد الاسعار في الاسواق ارتفاعا غير مسبوق؟
بدوره اوضح هشام العبيدي أن ما يتكبده الفلاح بجندوبة من كوارث ستحيل القطاع الفلاحي على الإنعاش وستندثر عديد الزراعات ووقتها ستجد الدولة الحلول في التوريد وتضخ مبالغ بالعملة الصعبة في الوقت الذي تتخلى فيه على الفلاح والإنتاج المحلي ,اليوم حقول الخضروات في مئات الهكتارات تعدم بطريقة مهينة للفلاح والفلاحة في سيناريو متكرر كانت فصوله منذ أشهر في صابة البطاطا والبصل وقبلها الحليب والطماطم … فاليوم الحقول تتحول إلى مراع وغدا بالتأكيد ستتصحر ولا نجد من يزرعها.
الوزارة تتحمل المسؤولية
عمر الغزواني رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بجندوبة حمل الدولة ووزارة الفلاحة ودائرة الإنتاج النباتي بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بجندوبة المسؤولية في ما آل إليه الوضع والذي هو سيناريو متكرر مع كل فائض إنتاج جراء غياب استراتيجيا للقطاع وترك الفلاح يتحمل الضريبة والتي أصبحت لا تطاق ستجعل الفلاح يتنازل مكرها على ممارسة النشاط الذي بات مستقبله في نفق مظلم وتتهدده المديونية والخسائر .
ففي جندوبة أصبحت مشكلتنا مع الإنتاج الذي يعدم مع كل فائض والدولة لا تبالي ولا تحرك ساكنا من أجل إيجاد مسالك توزيع لتحتوي هذا الفائض في الوقت الذي لا تتردد لحظة في تعديل الأسواق عند النقص بالاستيراد مشجعة الفلاح الأجنبي متجاهلة الفلاح التونسي .
المحصلة سيكون لهذا الوضع وتتالي الكوارث انعكاسات على الفلاح والفلاحة وعلى المستهلك وفي القريب العاجل فسترون سعر المنتوجات التي تتلف بالأسواق تتضاعف مقارنة بما هي عليه اليوم في الوقت الذي استجدى فيه الفلاح أسعار معقولة للبيع توفر له الحد الادنى من الربح فلم يجدها .
من جانبه اكد محمد الغريسي المندوب الجهوي للتنمية الفلاحية أن دور المندوبية هو التوجيه والارشاد والاحاطة من اجل تطوير الإنتاج وليس دورنا ايجاد مسالك توزيع وترويج المنتوج وستقوم المندوبية بتكليف فريق لمعاينة وضع الحقول واتخاذ الاجراءات المناسبة.
عبد الكريم السلطاني