بعد حادثة وفاة الطفل انور البوكحيلي السنة الدراسية الماضية وهو في الصف ينتظر لمجته بمدرسة بوحلاب فرنانة , ومن قبل الطفلة رانيا التي سرق البرد والفقر ربيع عمرها، كانت امس احدى المناطق الحدودية عنوانا لمأساة اخرى ضحيتها سيف الدين القضقاضي .
فرنانة «الشروق»:
وتوفي سيف البالغ من العمر 11 سنة مساء امس باحد مستشفيات العاصمة وهو أصيل منطقة النواولية التابعة لمعتمدية فرنانة متاثرا بإصابته بفيروس الالتهاب الكبدي, وهو يدرس بالسنة السادسة ابتدائي بالمدرسة الابتدائية الازدهار المتواجدة على الشريط الحدودي التونسي الجزائري .
و ذكر فتحي الغزواني الكاتب العام لنقابة التعليم الاساسي بفرنانة وعضو رابطة حقوق الانسان ان الحالة الصحية للطفل الهالك تدهورت في الايام الأخيرة بسبب عجز عائلته عن تغطية مصاريف العلاج بعد ان رفض مطلبها منذ سنتين للحصول على دفتر للعلاج المجاني، وقد تم نقله نحو احد مستشفيات العاصمة أين فارق الحياة مساء أمس متأثرا بإصابته بفيروس الالتهاب الكبدي، وهذا الوضع ينطبق على عديد العائلات التي تعاني الفقر والحرمان وغياب التغطية الاجتماعية إضافة لظروف التزود بالماء الصالح للشراب التي تغيب فيها أبسط الشروط الصحية بالمدارس الريفية الحدودية .
مدارس بلا ماء
توجد بجهة جندوبة 186 مدرسة بالوسط الريفي يتم تزويد 14 منها بالماء عبر الجمعيات المائية و78 مدرسة بخزانات قارة وصهاريج و8 مدارس من مصادر مائية طبيعية
كما يوجد بمعتمدية فرنانة ثلاثة سدود كبرى وهي بربرية وبوهرتمة وبني مطير والتي تزود عديد الولايات بالجمهورية بالماء الصالح للشرب وتتمتع الجهة بثروة مائية تمثل 40 % من المخزون الوطني في الوقت الذي يعيش فيه أكثر من 20 ألف نسمة بمعتمدية فرنانة وخاصة المناطق الحدودية على غرار حليمة والجواودة وسيدي سعيد وبوحلاب والحمر وتاقمة ومحمد بوعوان والمجماجة وبربر والبطاح والحوش وهي أكثر من 10 مناطق حدودية عطشا حقيقيا يضطر سكانها لشرب مياه العيون والآبار القديمة وحتى مياه الأودية.
ابني ضحية الظروف
الأمين بن خميس القضقاضي والد الطفل المتوفى قال ان الظروف القاسية وقلة ذات اليد قتلت ابني ورحل في سن الزهور وقد غاب تطويق المرض فلو توفرت الإحاطة الاجتماعية والصحية لتغيرت عديد الأشياء. …و اليوم كل أطفالنا وكل سكان المنطقة وبسبب المياه الملوثة قد يصبحون في سجلات الموتى ولا حياة لمن تنادي للمسؤولين الذين يقتصر حضورهم على المناسبات.
اما ذيابي جار الهالك فقد طالب المصالح الصحية بالتحرك لإجراء التحاليل لكل تلاميذ المدرسة وسكان المنطقة للتأكد من عدم اصابتهم بالمرض جراء المياه الملوثة التي نستهلكها وكذلك مراقبة الآبار والعيون ومصادر المياه التي يتزود منها مئات العائلات.
مسؤولية الوزارة
نقابة التعليم الأساسي بفرنانة أصدرت بيانا دعت فيه كافة المدرسين المرابطين بالشريط الحدودي الى توخى الحذر حفاظا على سلامتهم وسلامة التلاميذ بالمؤسسات التربوية وحملت وزارة التربية مسؤولية عدم اتخاذ التدابير اللازمة لتزويد المدارس بالماء الصالح للشرب والإحاطة الصحية بالتلاميذ رغم المجهودات الجبارة التى تبذلها الهياكل الصحية بالجهة ..كما دعت وزارة الاشراف بالتنسيق مع وزارة الصحة الى القيام بحملات مراقبة وتلقيح للتلاميذ والمدرسين للحيلولة دون انتشار هذا المرض.
حملات مراقبة
والي جندوبة محمد صدقي بوعوان اكد ان الولاية ستتولى الاحاطة اجتماعيا بالعائلة مشيرا أنه خلال القافلة الصحية العسكرية التي شهدتها منطقة عين البية فرنانة بتاريخ 28 و29 أكتوبر 2018 تم توجيه الطفل للمستشفى المحلي بفرنانة أين أجرى تحاليل وتم توجيهه للمستشفى الجهوي بجندوبة ومنه إلى مستشفى الأطفال بباب سعدون الا انه فارق الحياة.
واضاف أن مصالح الطب المدرسي والرقابة الصحية ومصالح «الصوناد» كانت قد أجرت تدخلات منذ ما يزيد عن أسبوعين لمراقبة مياه العيون والابار بالشريط الحدودي لمعتمديتي فرنانة وغار الدماء وذهبنا حتى في اتجاه تنظيم حملات تلقيح وتحاليل للتجمعات السكنية الا انه تم التأكد من ان حالة الطفل معزولة ولا وجود لوباء بستوجب التلقيح الجماعي على أن تتواصل عملية مراقبة مصادر المياه بهذه المناطق وإجراء الفحوصات الطبية بالمدارس الريفية والتجمعات السكنية كلما اقتضى الأمر.
أرقام ودلالات
3 سدود كبرى بمنطقة فرنانة
20 ألف نسمة بلاماء
10 مناطق حدودية لاتتمتع بمياه الشرب