يعيش ولد الحفيانة
في مخيمات النسيان: قفصة.القصرين،بوزيد؛جندوبه،سليانة.
ويموت في صمت: تلفظه الأمواج وينتفخ. يأكله الحوت و يطفو ما بقي منه على الشاطئ.. كأي شي نافق.لا تجد لموته صدى في إعلام دولته: سكتت الإذاعات والتلفزات وخرست الصحف. ومن يبكي ولد الحفيانة؟ هو ليس أحد ابناء القروي وليس وزيرا إبن السيستام، ولا يمكن توظيف موته إنتخابيا. لا فائده فيه حيا وميتا. في منطق ” أصحاب البلاد” أفضل أبناء الحفيانة هو الحفياني الميت. هل أبناء الحفيانة توانسه؟ قطعا لا. ليس هناك أي دليل على ذلك. التوانسه هم من يملكون البلاد وما عليها ويوظفون الدولة في خدمتهم: يدرس أبنائهم ويتنقلون في سيارات فارهة ويتداوون في مصحات خاصة ويعملون ..واذا مات احدهم الويل لنا: جنازات سخونه وعويل اعلامي لا ينتهي.
موت ابن العائلات المالكة نتذكر فيه الانسانيه ويتوجب علينا جميعا أن نذرف الدموع.
ولد الحفيانة ليس انسانا ليس تونسيا، إنه ” بدون”، لاجئ،فقير ووسخ..ويحتجَُ ايضا؟ انه يتطفَلُ على حي النصر والمنزه والمرسى فياتي بقشَابيه وشلاكه يبيع التاي والهندي ويمسح الاخذيه أو يخدم المرمه..انه يُفسد جماليه الامكنه ويقلق راحه السائحين والمصطافين بهيئته الرثه.
ليمت اذا ذلك افضل من الناحية الجمالية…