مافيا الغابات،الحلقة الاولى
غابات تونس الخضراء تنتج مادة الخفاف، كل سنة تُطلق إدارة الغابات بتة عمومية لبيع هذا المنتوج الغابي الثمين تقوم الادارة بجمع المحصول تحت إشرافها عبر الحضائر الغابية وتستخدم تقريبا 4500 شخص في هذا النشاط.
تسيطر على البتة العمومية ثلاث حيتان كبيرة ، تقتسم جميع البتّات(جمع بتّة) وتتحكم في الأسعار كما تحب وتشتهي ….. “بالتوافق” بينها. تحصل وزارة الفلاحة(الدولة) على مردود لا يتجاوز ال10 ملايين دينار سنويا في أقصى الحالات.
كل سنة تشتري الحيتان الكبيرة حاجتها من الخفّاف وتترك الفائض عن حاجتها في مخازن ادارة الغابات وتشتريها لاحقا عندما تقرّر ذلك وطبعا حسب les carnets de commandes et de production ،وهي طبعا متأكدة أن الكمية المتروكة لن تذهب الى غيرها(فهي المسيطرة تماما على السوق). هذا العام دخلت شركة جديدة الى السوق، وتقدمت بطلب لشراء كمية الخفّاف التي تركتها الحيتان الكبيرة. بعد دراسة الطلب ومدى تطابقه مع كراس الشروط ومع القوانين السارية على القطاع، استجابت ادارة الغابات وأمضت عقود البيع مع السمكة(عفوا الشركة) الجديدة……..ولكن ثارت ثائرة الحيتان وهددوا بالثبور وعظائم الأمور ومسالك القانون ….الى درجة أن الوزير أمر بوقف العقود للتثبت لعلّ في البيع فسادٌ او أمور. وبعد التثبت أمر الوزير (وبكل حزم) بإتمام اجراءات البيع وبإجراء بتة عمومية في الكميات المتبقية فازت بها الشركة الجديدة
ملاحظة :الخفاف الذي تستأثر به الحيتان الكبيرة قد تصل قيمته الى اكثر من 100 مليار سنويا(مدخول الدولة يتراوح بين 5 الى 10 مليار) بدون أن نحتسب القيمة المضافة اذا تم تحويل وتصنيع هذه الثروة التي وهبتها الطبيعة
سؤال: ما هو نصيب الدولة من ثروات الدولة؟
و ما هو نصيب جندوبة من ثرواتها؟